بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
الرَّحْمَٰنُ ١
عَلَّمَ الْقُرْآنَ ٢
خَلَقَ الْإِنسَانَ ٣
عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ٤
الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ ٥
وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ ٦
وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ ٧
أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ ٨
وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ ٩
وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ ١٠
فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ ١١
وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ ١٢
فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ١٣
خَلَقَ الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ ١٤
وَخَلَقَ الْجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ ١٥
فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ١٦
رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ ١٧
فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ١٨
مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ ١٩
بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ ٢٠
فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٢١
يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ ٢٢
فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٢٣
وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ ٢٤
فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٢٥
كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ ٢٦
وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ٢٧
فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٢٨
يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ ٢٩
فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٣٠
سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلَانِ ٣١
فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٣٢
يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا ۚ لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ ٣٣
فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٣٤
يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنتَصِرَانِ ٣٥
فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٣٦
فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ ٣٧
فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٣٨
فَيَوْمَئِذٍ لَّا يُسْأَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلَا جَانٌّ ٣٩
فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٤٠
يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ ٤١
فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٤٢
هَٰذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ ٤٣
يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ ٤٤
فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٤٥
وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ٤٦
فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٤٧
ذَوَاتَا أَفْنَانٍ ٤٨
فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٤٩
فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ ٥٠
فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٥١
فِيهِمَا مِن كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ ٥٢
فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٥٣
مُتَّكِئِينَ عَلَىٰ فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ ۚ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ ٥٤
فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٥٥
فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ ٥٦
فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٥٧
كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ ٥٨
فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٥٩
هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ ٦٠
فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٦١
وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ ٦٢
فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٦٣
مُدْهَامَّتَانِ ٦٤
فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٦٥
فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ ٦٦
فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٦٧
فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ ٦٨
فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٦٩
فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ ٧٠
فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٧١
حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ ٧٢
فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٧٣
لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ ٧٤
فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٧٥
مُتَّكِئِينَ عَلَىٰ رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ ٧٦
فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٧٧
تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ٧٨
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ ١
لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ ٢
خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ ٣
إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا ٤
وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا ٥
فَكَانَتْ هَبَاءً مُّنبَثًّا ٦
وَكُنتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً ٧
فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ ٨
وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ ٩
وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ١٠
أُولَٰئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ١١
فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ١٢
ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ ١٣
وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ ١٤
عَلَىٰ سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ ١٥
مُّتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ ١٦
يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ ١٧
بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ ١٨
لَّا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنزِفُونَ ١٩
وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ ٢٠
وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ ٢١
وَحُورٌ عِينٌ ٢٢
كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ ٢٣
جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ٢٤
لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا ٢٥
إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا ٢٦
وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ ٢٧
فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ ٢٨
وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ ٢٩
وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ ٣٠
وَمَاءٍ مَّسْكُوبٍ ٣١
وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ ٣٢
لَّا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ ٣٣
وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ ٣٤
إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاءً ٣٥
فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا ٣٦
عُرُبًا أَتْرَابًا ٣٧
لِّأَصْحَابِ الْيَمِينِ ٣٨
ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ ٣٩
وَثُلَّةٌ مِّنَ الْآخِرِينَ ٤٠
وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ ٤١
فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ ٤٢
وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ ٤٣
لَّا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ ٤٤
إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَٰلِكَ مُتْرَفِينَ ٤٥
وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنثِ الْعَظِيمِ ٤٦
وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ ٤٧
أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ ٤٨
قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ ٤٩
لَمَجْمُوعُونَ إِلَىٰ مِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ ٥٠
ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ ٥١
لَآكِلُونَ مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ ٥٢
فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ ٥٣
فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ ٥٤
فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ ٥٥
هَٰذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ ٥٦
نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ ٥٧
أَفَرَأَيْتُم مَّا تُمْنُونَ ٥٨
أَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ ٥٩
نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ ٦٠
عَلَىٰ أَن نُّبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ ٦١
وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَىٰ فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ ٦٢
أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ ٦٣
أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ ٦٤
لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ ٦٥
إِنَّا لَمُغْرَمُونَ ٦٦
بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ ٦٧
أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ ٦٨
أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ ٦٩
لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ ٧٠
أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ ٧١
أَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنشِئُونَ ٧٢
نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِّلْمُقْوِينَ ٧٣
فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ٧٤
فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ ٧٥
وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ٧٦
إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ ٧٧
فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ ٧٨
لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ ٧٩
تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ ٨٠
أَفَبِهَٰذَا الْحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ ٨١
وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ٨٢
فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ٨٣
وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ ٨٤
وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَٰكِن لَّا تُبْصِرُونَ ٨٥
فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ٨٦
تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ٨٧
فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ ٨٨
فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ ٨٩
وَأَمَّا إِن كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ٩٠
فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ٩١
وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ ٩٢
فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ ٩٣
وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ ٩٤
إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ ٩٥
فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ٩٦
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ١
لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ يُحْيِي وَيُمِيتُ ۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ٢
هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ ۖ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ٣
هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۚ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا ۖ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ٤
لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ٥
يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ ۚ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ٦
آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ ۖ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ ٧
وَمَا لَكُمْ لَا تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۙ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ٨
هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَىٰ عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ ٩
وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ ۚ أُولَٰئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا ۚ وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَىٰ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ١٠
مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ ١١
يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَىٰ نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ١٢
يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ ١٣
يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ وَلَٰكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّىٰ جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ ١٤
فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ مَأْوَاكُمُ النَّارُ ۖ هِيَ مَوْلَاكُمْ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ١٥
أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ ١٦
اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ۚ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ١٧
إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ ١٨
وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَٰئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ ۖ وَالشُّهَدَاءُ عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ١٩
اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ ۖ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا ۖ وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ ۚ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ٢٠
سَابِقُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ٢١
مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ٢٢
لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ٢٣
الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ ۗ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ٢٤
لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ۖ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ٢٥
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ ۖ فَمِنْهُم مُّهْتَدٍ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ ٢٦
ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِم بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا ۖ فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ ٢٧
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ٢٨
لِّئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَىٰ شَيْءٍ مِّن فَضْلِ اللَّهِ ۙ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ٢٩